الجمعة، 4 مارس 2011

الأديبة: السيدة عائشة الباعونية

العصر العثماني اسمها : عائشة بنت يوسف بن أحمد الباعوني ( ......- 922هـ)

مولدها :
ولدت بالصالحية بدمشق ولم يعرف متى ولدت .

تعليمها :
كان أبوها وعمها وولدها من نوابغ العلماء في الفقه والحديث والتصوف والتاريخ والأدب ، فنهلت من حياضهم ، وجنت من رياضهم ، ثم تلقت الفقه والنحو والعروض على طائفة من شيوخ عصرها كجمال الحق والدين إسماعيل الحوراني ، ومحي الدين الأرموي .

ووردت بعد ذلك مصر فتتلمذت للعلامة أبي العباس القسطلاني شارح البخاري .
ثم عكفت على التدريس والتأليف فانتفع بعلمها وفضلها خلق كثير .

ما قاله النقاد :
يقول عنها ( أحمد حسن الزيات ) : يثير عاطفة الإعجاب في المرء أن يرى في هذا العصر المظلم إمرأة مالباعونية تبذ الرجال في العلم والأدب . ولا يعيبها أن تكلف بالسجع ، وتتكلف البديع وتُغْرَى باللفظ ، وتقصر إلهامها على المدائح النبوية فإن المرء صنيع ببيئته .
والشعر الحق مرآة صاحبه وصورة قلبه .
وقد علمنا كيف تشبث الشعراء في هذه العصور بالصناعة اللفظية ، وانصرفوا إلى المعاني الدينية ، فلا بدع إذا ما تخلقت هي بأخلاق عصرها ، ونهجت سبيله في نثرها وشعرها .

مؤلفاتها :
- كتاب الفتح المبين في مدح الأمين ( وهو شرح لقصيدتها التي نظمتها في علم البديع على منوال ابن حجة الأموي ) - كتاب فيض الفضل ( ديوان شعر في المدائح النبوية ) - المورد الأهنى في المولد الأسمى

وفاتها :
توفيت سنة 922ه _


قالت في مقدمة شرح البديعة :
وبعد فهذه قصيدة صادرة عن ذات قناع ، شاهد بسلامة الطباع ، منقحة بحسن البيان ، مبينة على أساس التقوى من الله ورضوان ، سافرة عن وجوه البديع ، سامية بمدح الحبيب الشفيع ، مطلقة قيود تسمية الأنواع ، مشرقة الطوالع في أفق الإبداع ، موسومة بين القصائد النبويات ، بمقتضى الإلهام الذي هو عمدة أهل الإشارات ، بالفتح المبين ، في مدح الأمين .
ومطلع هذه القصيدة :
في حسن مطلع أقمار بذي سلم : أصبحت في زمر العشاق كالعلم
أقول والدمع جار جارحٌ مقلي : والجار جار بعدل فيه متهم
***
ومنها في الجناس :
يا سعد إن أبصرت عيناك كاظمة : وجئت سلعاً فسل عن أهلها القدم
فثم أقمار ثم تم طالعين على : سويلع حيهم وانزل بحيهم
***
ومنه في الاستخدام :
واستوطنوا السر مني فهو موضعهم : ولا أبوح به يوماً لغيرهم
***
ومنها في التفريق :
قالوا هي الغيث قلت الغيث آون : يهمي وغيث نداه لا يزال همي
***
ومنها في حسن الختام :
محت مجدك والإخلاص ملتزمي : فيه حسن امتداحي فيك مختتمي
***
وقالت في جسر الشريعة لما بناه الظاهر برقوق :
بنى سلطاننا برقوق جسراً : بأمر والأنام له مطيعة
مجاز في الحقيقة للبرايا : وأمر بالمرور على الشريعة
***
ومن نظمها في وصف دمشق :
نزه الطرف في دمشق ففيها : كل ما تشتهي وما تختار
هي في الأرض جنة فتأمل : كيف تجري من تحتها الأنهار
كم سما في ربوعها كل قصر : أشرقت من وجوهه الأقمار
وتناغيك بينها صادحات : خرست عند نطقها الأوتار
كلها روضة وماءٌ زلال : وقصور مشيدة وديار 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق